نظرًا لأن الأسواق عنصر أساسي في حياة الناس وسبل عيشهم، يجب أن تكون جزءًا من التخطيط لبرامج المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية الإنسانية. يجب أن يدرك المستجيبون للعمل الإنساني أنهم جهات فاعلة في السوق لها تأثير كبير على الأسواق المحلية وأن عوامل تدخلهم بالتالي ليست "محايدة للسوق". تبدأ البرمجة القائمة على السوق بتحليل السوق لتقييم ما إذا كان نظام السوق يمكنه توفير السلع الأساسية ولتقييم الطلب. ويفضل أن يكون قد تم بالفعل إجراء تقييم السوق قبل الأزمة ويمكن مقارنته بتقييم ما بعد الصدمة لدعم التخطيط للاستجابة الطارئة الجيدة. بناءً على نتائج التقييم، يمكن تحديد الأسواق المحلية على أنها متأثرة بالأزمة أو باعتبارها داعمة في تلبية احتياجات المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية. هناك أربع طرق مختلفة يمكن من خلالها تقديم برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية من خلال إشراك السوق المحلية، كما هو موضح في إطار عمل البرمجة القائمة على السوق (انظر قسم الموارد).

1. تحسين الطلب على السوق والوصول إليه: يمكن تعزيز الطلب وذلك عبر تحسين الوصول إلى الأسواق المحلية. يمكن أن تكون العوائق التي تحول دون الوصول مالية (يتم رفعها من خلال المساعدات المالية والقسائم) أو مادية (يتم رفعها عن طريق تحسين الطرق وتنظيم المعارض) أو اجتماعية - ثقافية (تم تغييرها من خلال استراتيجيات تغيير السلوك أو التسويق الاجتماعي).

2. تحسين العرض والوفرة في السوق: قد يؤدي استخدام الأسواق ودعمها وتطويرها إلى تعزيز الوفرة وقدرة نظام السوق على تقديم السلع والخدمات الحيوية في حالات الطوارئ. تبدأ التحسينات باستخدام هياكل السوق المحلية الحالية لتقديم المساعدة الإنسانية الفورية؛ يعتمد هذا عادة على الشراء المحلي لسلع وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية أو استخدام المساعدات المالية والقسائم. وقد يشمل أيضًا استعادة أنظمة السوق بعد حدوث صدمة، مما يسمح للجهات الفاعلة الإنسانية والمستفيدين باستخدام السوق في أقرب وقت ممكن. الأساليب تشمل المنح المقدمة إلى البائعين في السوق وتسهيل الوصول إلى المعلومات وتقديم قسائم الوقود أو الإعانات أو قطع الغيار لشركات النقل (على سبيل المثال لشركات نقل المياه بالشاحنات أو مشغلي إزالة الحمأة) ودعم تجار السوق لزيادة سعة التخزين (على سبيل المثال لعناصر النظافة). عوامل التدخل طويلة الأجل لتعزيز مرونة نظام سوق المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية تشمل تطوير نموذج الأعمال (على سبيل المثال، دعم الجهات الفاعلة الخاصة أو المنظمات المجتمعية لإنشاء أكشاك مياه آمنة) وتطوير سلسلة التوريد (على سبيل المثال، مواد البناء التي سيتم توفيرها محليًا بسعر معقول أكثر)، تصميم المنتج (مثل تصميم مرشحات مياه ميسورة التكلفة) وتحسين الوصول إلى الخدمات المالية. البرمجة القائمة على السوق توفر أيضًا للقطاع الإنساني الاستفادة من قوته الشرائية ووضع معايير الجودة لدفع الجهات الفاعلة في السوق إلى زيادة جودة المنتجات المعروضة وتنوعها (على سبيل المثال، المنتجات المستخدمة أثناء الدورة الشهرية التي تلبي مواصفات الجودة العالمية التي طورتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين / صندوق الأمم المتحدة للسكان / اليونيسف).

3. إصلاح الإطار التنظيمي للسوق: لمساعدة الأسواق على التعافي، يمكن أن تشمل عوامل التدخل الإنسانية أيضًا أنشطة لدعم إصلاح الأطر التنظيمية للأسواق ذات الصلة (القواعد والأعراف والمعايير الوطنية). قد يكون ذلك من خلال الدعوة إلى تحسين اللوائح (مثل ضمان جودة المياه لأكشاك المياه المأمونة) والمشاركة المباشرة في عمليات صنع السياسات أو من خلال تعزيز قدرات الجهات الفاعلة المعنية (مثل الحكومات والهيئات التنظيمية والمرافق إلخ).

4. تعزيز خدمات السوق والبنية التحتية: لكي تعمل أنظمة سوق المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية الهامة، قد تحتاج خدمات السوق والبنية التحتية الأوسع إلى الدعم أو الاستعادة أو التطوير. ويمكن أن يشمل ذلك ضمانات القروض لمؤسسات التمويل الأصغر والتقنيات الرقمية للتوصيل المالي وتحسين معلومات السوق فضلاً عن إعادة تأهيل الطرق وشبكات النقل والاتصالات. غالبًا ما لا ترتبط هذه الأنشطة ارتباطًا مباشرًا بالمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية ويمكن أن تشكل تحديًا للجهات الفاعلة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية ما لم يتم تنفيذها من خلال عوامل التدخل عبر القطاعات و/أو مع فرق متعددة التخصصات.