يُعد حصول الفرد على ما يكفيه من المياه الصالحة للشرب والمقبولة طعمًا ورائحةً والتي يمكن الوصول إليها بسهولة وبأسعار معقولة للاستخدام الشخصي والمنزلي حقًا معترفًا به من حقوق الإنسان. غالبًا ما يتم تصميم خدمات ومرافق المياه بطريقة معيارية، دون التفكير في تنوع متطلبات مجموعات المستخدمين المختلفة. فيُفضل استخدام التصميمات التقليدية والقياسية في مرحلة الاستجابة السريعة بشكل خاص نظرًا لكون الوقت والمال من العوامل التقييدية فيها. ولكن يتكون كل مجتمع متضرر من مجموعة واسعة من القدرات والمتطلبات المختلفة، والتي لن تعززها التصاميم التقليدية وستؤدي إلى استبعاد الأشخاص حتمًا من مرافق وخدمات المياه التي تم إنشاؤها لغرض معين. يتعين النظر في وضع التصميمات الشاملة في جميع مراحل الاستجابة وطوال دورة البرنامج والمشاريع الإنسانية الكاملة وفي إجراءات التشغيل الدائمة (SOPs، وفقًا للاختصار بالإنجليزية). إنّ مبادئ الحماية وتعميم مراعاة الإعاقة والعمر والجنس في مراحل التقييم والتخطيط والتصميم والتنفيذ والمراقبة ومراحل التقييم هي المعايير الإنسانية التي يجب اتباعها لضمان حصول كل فرد على حقه من المياه.
يُعد التنوع جزءًا لا يتجزأ من المجتمع وفقًا لنهج التصميم الشامل والعادل (أو العالمي)، ويتم تقييم متطلبات وحقوق مختلف المجموعات والأفراد بطريقة متساوية ومتوازنة بالشكل الصحيح. يُقدَّر أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون 15% من نسبة سكان العالم ومنهم أشخاص من أجناس وأعمار مختلفة يعانون من إعاقات بصرية أو سمعية أو في النطق أو جسدية أو نفسية أو ذهنية طويلة المدى.وفي كثير من الأحيان تمنعهم الحواجز المؤسسية أو الاجتماعية أو البيئية من المشاركة في المجتمع بشكل متساوٍ وهادف، ولأنهم من أكثر الأشخاص المستضعفين والمهمشين في المجتمعات المتضررة من الأزمات، فإنهم أكثر الأشخاص تأثرًا أيضًا بحالات الطوارئ والنزاعات على نحو غير متكافئ.
تهدف البرامج الشاملة إلى إشراك جميع مجموعات المستخدمين بفعالية وتحديد هذه الحواجز وإزالتها. يهدف التصميم الشامل إلى إنشاء مرافق وبيئات بإمكان أي شخص استخدامها، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المرض أو الإعاقة أو أي خصائص تمييزية أخرى. يوفر الأمان والحماية والكرامة والاستقلالية تحسينًا لصحة ورفاهية الفرد، ويوفر أنظمة الدعم الاجتماعي ومحاربة الشعور بالعار وأعمال العنف المستهدفة والجهل. غالبًا ما يلزم وجود تعديلات طفيفة أو تحسينات في التصميم لجعل المرافق الخاصة بـ WASH أكثر شمولاً، وتكلف هذه التعديلات أكثر قليلًا من التكاليف الأساسية، لا سيما عند أخذها في الاعتبار في مرحلة التصميم. يتعين النظر في ميزانية إضافية بنسبة 0.5-1% لإمكانية الوصول الجسدي، وقد يلزم وجود ميزانية إضافية بنسبة 3-4% للمواد غير الغذائية والأجهزة المساعدة.
ينبغي أخذ مجموعات المستخدمين المحتملة جميعها في الاعتبار على النحو المناسب والمشاركة بنشاط في تصميم مرافق وخدمات الإمداد بالمياه لتكون شاملة. تضمن هذه القائمة غير الشاملة الأشخاص الذين يعانون من حالات عجز مختلفة، والأشخاص من مختلف الأعمار (خاصة كبار السن والأطفال)، والمرضى أو المصابين، والنساء الحوامل، والنساء والفتيات اللواتي لديهن متطلبات محددة لسلامتهن. قد ينتمي الأشخاص إلى مجموعات مستخدمين مختلفة في الوقت ذاته (متعددين المجموعات)، وقد تكون هناك بعض مجموعات المستخدمين المحتملة المخفية أو غير الظاهرة من الضروري أن يتم بناء المرافق من منظور الأشخاص المعنيين بهذه المرافق، وينبغي استشارة المعنيين وإشراكهم بنشاط في تصميم البرنامج وعملية التنفيذ. وإلا سيؤدي نقص واختفاء البيانات ذات الصلة إلى اختفائها في البرامج. يجب أن يتم تصنيف البيانات بناءً على معلومات مثل الجنس والعمر ونوع الإعاقة على الأقل، ويجب أن تشارك مجموعات المستخدمين المختلفة بشكل هادف في جميع مراحل دورة المشروع لتحديد المتطلبات والعوائق والعوامل المساعدة والمخاطر.
إنّ البرامج الشاملة تتطلب استخدام نهج ثنائي المسار يجمع بين الإدماج الشامل في برامج WASH والتدخلات التي يتم توجيهها للأشخاص ذوي الإعاقة. أولاً، على التدخلات الشاملة المصممة لجميع السكان أن تضع في الاعتبار الأشخاص ذوي الإعاقة، على سبيل المثال، نقاط مياه يسهل الوصول إليها مع وجود لافتات واضحة. ثانيًا، ينبغي على برامج WASH تلبية المتطلبات المحددة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير التدخلات الموجهة، على سبيل المثال مصاريف النقل وجراكن المياه المُعدلة. وفي كلا المسارين، تُعد المشاركة الهادفة للأشخاص ذوي الإعاقة أمرًا بالغ الأهمية ويمكن تحقيقها من خلال تطوير شراكات تعاونية مع أوساط ذوي الإعاقة. إن التدخلات و/أو التعديلات و/أو تحسينات الخاصة بالتصميم لضمان اتباع نهج شامل لإمدادات المياه تشمل ما يلي:
التقييم والمراقبة
توافر مرافق مياه يسهل الوصول إليها
الوصول إلى المِرفق
تقليل المسافة إلى أقصى حد بين المرافق العامة أو المشتركة والمنازل والملاجئ عن طريق تحديد نقاط المياه التي يسهل الوصول إليها ومرافق WASH الأخرى التي تقع على بُعد 50 مترًا من الملاجئ الفردية في مراحل الطوارئ و30 مترًا في مراحل التدخلات طويلة الأجل. على سبيل المثال، يمكن القيام بذلك من خلال توفير المياه المنقولة بالمواسير إلى المنزل أو بجواره، أو تركيب خزان ل مياه الأمطار أو مرفق تخزين بالقرب من المنزل، أو تركيب بئر منزلي في مجمع منزل الشخص الشخص ذو الإعاقة أو تركيب بئر جماعي على مقربة منه. على الحلول الفردية مثل الإجراءات المستهدفة أن تكون مصحوبة بتوعية المجتمع لتجنب الشعور بالعار المتزايد وتجنب الأضرار المحتملة.
توفير أماكن استراحة مظللة في الطريق إلى مصدر المياه.
توفير إنارة صناعية في الطريق المؤدي إلى نقاط المياه وحولها لضمان سلامة الأشخاص وسهولة الوصول. يمكن نقل الأنشطة الأخرى المتعلقة بالمياه (مثل غسل الملابس وتنظيف الطعام وما إلى ذلك) إلى مصدر المياه لتلافي مشاكل حمل كميات كبيرة من المياه.
تحسين القدرة على الوصول إلى مصادر المياه من خلال مسار مستوٍ وثابت ومتساوٍ وغير قابل للانزلاق (يبلغ عرضه المثالي 180 سم، أو 90 سم كحد أدنى) مبطن بالصخور أو أو من خلال توفير سلاسل إرشادية أو معالم أخرى للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية للعثور على الماء.
إمكانية الوصول إلى المِرفق
إذا كان من الضروري وجود سلالم أو ممر مائل، فيجب توفير كليهما إن أمكن ذلك، أو إعطاء الأولوية للممر المائل عوضًا عن السلالم يجب أن يكون المنحدر غير خطير قدر الإمكان (فتكون نسبة انحداره المثالية 1:20، وألا تزيد عن 1:12) مع توفير مصاطب تتوسط المنحدر إذا كان طويلاً. يجب أن تكون الدرجات بنفس نسب الارتفاع والعمق، مع إبراز حواف ودرابزين السلم. تعتبر الدرابزين المزدوجة على كلا الجانبين ضرورية، ولاسيما في المناطق الخطرة (على سبيل المثال بالقرب من بركة/نهر). يجب الاهتمام بالمسار المؤدي إلى الدرج أو الممر المائل، والذي يجب أن يسهل الوصول إليه أيضًا.
استخدام المِرفق
تركيب الآبار المفتوحة بأجهزة سحب بسيطة (مثل آلية التّدوير المتعرّج) ومضخات الدواسة (قوة القدم). عندما لا تكون آلية الرفع ممكنة، فيجب حينها توفير مكان آمن للوقوف أو الجلوس مع جدار بئر مرتفع (بين منطقة الورك والخصر ومنخفض لمستخدمي الكراسي المتحركة؛ الحد الأدنى للارتفاع 50 سم).
يُفضل تركيب صنبورين: أحدهما يتراوح ارتفاعه بين 80 و 100 سم للأشخاص الذين يستخدمون كرسيًا متحركًا و الآخر على ارتفاع أعلى للأشخاص الذين يصعب عليهم الانحناء. في كلتا الحالتين، يجب أن يكون الصنبور على ارتفاع كافٍ لاستيعاب حاوية تحته. وفي حالة كان الصنبور موجودًا فوق حوض، فيجب أن يكون الوصول إليه سهلًا للجالس والواقف. إن توفير الصنابير الكبيرة سيكون أفضل من الصنابير الصغيرة، ويُنصح باستخدام ما يسمى بصنابير المستشفى بشكل خاص. ينبغي تجنب استخدام الصنابير اللولبية ويجب استبدالها بصنابير من النوع الذراعي.
حمل المياه وتخزينها واستعمالها
توزيع مياه الشرب عبر صنبور ملحق بحاوية تخزين المياه. في حين أنه يمكن ملء الحاوية من قبل أحد أفراد الأسرة، يجب أن يضمن موقعها داخل الأسرة وارتفاعها من الأرض أن يتمكن أحد أفراد الأسرة من ذوي الإعاقة من الوصول إليها واستخدامها بسهولة لضمان استقلالية هذا الفرد.
تأمين خصوصية احتياجات الاستحمام الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. توفير مصدر مياه داخلي مع نظام تصريف جيد من أفضل الخيارات. قد يلزم توفير مقاعد للراحة والجلوس عليها أثناء الاستحمام، لكن قد يتم استبدالها بالكراسي المتحركة المقاومة للمياه. في مصادر المياه الطبيعية، قد يكون السياج المصنوع من الحبال أو الخيزران والذي يؤدي إلى مصدر المياه مفيدًا أيضًا.
نشر المعلومات
Close