المطر هو ماء سائل على شكل قطرات تتكثف من بخار الماء في الغلاف الجوي ثم تسقط على الأرض بسبب الجاذبية. وهو أحد أنواع "الترسيب"، ويشمل أيضًا أشكالًا أخرى من مياه الغلاف الجوي المُكثفة (مثل الثلج، والصقيع، والبَرد والمطر الخفيف).

تجمع مياه الأمطار على شكل جريان سطحي من الأسطح الأكبر. يمكن استخدام أي سطح غير منفذ للتجميع طالما كان منحدرًا (على سبيل المثال من الأسطح أو الأفنية أو منحدرات التلال أو الطرق أو الأسطح المؤقتة التي يتم إنشاؤها باستخدام ألواح القماش أو البلاستيك)، ويمكن تخزين مياه الأمطار المجمعة باستخدام مجموعة متنوعة من الطرق (مثل البرك أو سدود مستجمعات مياه الأمطار أو خزانات المياه) . غالبًا ما تستخدم مياه الأمطار كمصدر تكميلي للموارد المائية الموجودة عندما تصبح منعدمة الوجود أو ملوثة أو مُدمّرة في حالات الطوارئ. في حال تمت صيانة منطقة الجريان السطحي جيدًا، فيمكن أن توفر مياه الأمطار مياه شرب عالية الجودة تتطلب الحد الأدنى من المعالجة وفي حالات الطوارئ، غالبًا سيتم استخدامه لسد نقص مياه الشرب، إلّا إذا كان هناك ما يكفي، فيمكن استخدامه أيضًا للبستنة أو الري أو الحيوانات المائية وفي بعض الأحيان قد تكون هي المصدر الوحيد لمياه الشرب عندما لا تكون المصادر البديلة متاحة (بعد) أو يمكن الوصول إليها أو يكون يها مشاكل كبيرة تتعلق بالجودة .

القابلية للتطبيق

ويمكن استخدام مياه الأمطار في جميع مراحل الاستجابة لتكملة الموارد المائية الموجودة، لا سيما إذا كانت نادرة (مثلًا عند تعطل نُظم الإمداد) أو كانت منخفضة الجودة (مثلُا إذا كانت ملوثة أو ملحية). وغالبا ما تكون مياه الأمطار حلًا من المرحلة الأولى لإمدادات المياه في حين يجري إنشاء نُظم الإمداد بالمياه من مصادر أخرى، وخاصةً في المناطق الريفية حيث تكون عملية الجمع صغيرة الحجم في كثير من الأحيان لأفراد الأسر أو المجموعات المجتمعية الصغيرة. تعد نُظم جمع مياه الأمطار الأرضية الأوسع نطاقًا وعمومًا تعد أكثر ملاءمة للمراحل اللاحقة من حالة الطوارئ وللمناطق ذات الأمطار السنوية المنخفضة (مثل المناطق القاحلة وشبه القاحلة التي تعاني من إجهاد المياه)، حيث تنتج عن وقائع هطول الأمطار الغزيرة كميات كبيرة من الجريان السطحي. كما أن الميزة الرئيسية لنُظم جمع مياه الأمطار هي أنها سريعة نسبيًا وبسيطة وغير مكلفة لتركيبها باستخدام المواد والمهارات المحلية. ولتكون عملية جمع مياه الأمطار قابلة للاستمرار، يجب ألّا يقل هطول الأمطار السنوي عن 300 ملم، وإن كان يمكن اعتباره في الظروف القاحلة للغاية بمثابة الملاذ الأخير في حال اقتراب موسم الأمطار. عندما يتجاوز هطول الأمطار السنوي 1000 ملم، تكون مصادر المياه الأخرى متاحة بسهولة بشكل عام، وقد لا تكون أنظمة مستجمعات مياه الأمطار هي الأكثر اقتصادًا. وتجدر الإشارة إلى أن أنماط هطول الأمطار تختلف على مدار السنة ويجب تحليلها بعناية قبل تصميم وتنفيذ نُظم حصاد مياه الأمطار  I.1 ، I.2 .

التشغيل والصيانة

ويمكن بناء وتشغيل وصيانة نظام لتجميع مياه الأمطار من جانب المجتمعات المحلية أو فرادى الأسر المعيشية، تبعًا للمنطقة التي تُحصد منها الأمطار وحجم المياه المجمعة (قد تكون هناك حاجة إلى خبرة خارجية لإنشاء النظام). تتطلب النهج المجتمعية مستوى عالٍ من التنظيم للحد من استخدام المياه لمطابقة التوافر ومنع النفايات، مما يضمن استمرار إمدادات المياه لفترة زمنية مناسبة. تعد الصيانة المنتظمة ضرورية، ويجب فحص النظام وتنظيفه وإصلاحه بانتظام عند الحاجة مع تحديد المسؤوليات بوضوح. يجب أن تبقى مناطق تجميع مياه الأمطار نظيفة. فإذا كانت أرضية، فيجب على الأقل تسييجها لمنع حدوث ضرر أو تلوث من قبل الحيوانات أو الأشخاص. يمكن أن تكون مياه الأمطار التي يتم جمعها وتخزينها بشكل صحيح عالية الجودة وتتطلب الحد الأدنى من المعالجة. وستتوقف كمية المعالجة المطلوبة على طريقة الجمع ومستوى التلوث.

الصحة والسلامة

عادة ما تكون مياه الأمطار عالية الجودة، إلّا أنها قد يشوبها التلوث أثناء الحصاد والتخزين. قد يؤدي تلوث الهواء في المناطق الحضرية إلى تقليل جودة المياه إلى درجة أنه قد لا يوصى بجمع مياه الأمطار. قد يكون لحالة سطح مستجمعات المياه أيضًا تأثير على جودة المياه. على سبيل المثال، قد تتلوث مستجمعات المياه غير المحمية بفضلات الحيوانات أو ال ملوثات السطحية الأخرى. ويمكن أن تتلوث مستجمعات الأسطح بفضلات الطيور والأوراق والغبار. يمكن أن تتسبب بعض مواد الأسقف (مثل طلاء الدهان والمعادن) في حدوث تلوث كيميائي (مثل المعادن الثقيلة)، ويتوقف الخطر اللاحق الذي ستشكله هذه المواد على سمية المادة وصحة المستخدمين والوقت الذي ستستخدم فيه مياه الأمطار للشرب. بمجرد التخزين، يمكن أن تصبح المياه ملوثة من خلال تصميمات التجميع والتخزين السيئة، مثل التعرض للضوء الذي ينتج عنه نمو الطحالب وما يترتب على ذلك من خطر تكوين السموم وكذلك مشاكل التذوق والرائحة. بالإضافة إلى ذلك، قد تتحول خزانات التخزين التي يمكن للبعوض الوصول إليها إلى بيئة ملائمة لتكاثره. يمكن تجنب ذلك من خلال نظام جيد البناء يتم صيانته بانتظام، مثل الفتحات المحمية بأغطية أو أنابيب التدفق والفيضان المستترة.

الاعتبارات الاجتماعية والبيئية

يعد جمع مياه الأمطار مقبولًا جيدًا في معظم الثقافات، على الرغم من أن افتقارها إلى المعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم يعني أنها تفتقر إلى الطعم، مما قد يعيق قبولها كمياه شرب. قد تتطور مشاكل الطعم والرائحة أيضًا أثناء التخزين أو من الحيوانات النافقة الصغيرة أو الرواسب أو نمو الطحالب في خزان التخزين، مما قد يؤثر أيضًا على قبولها كمياه للشرب. يشكل استخدام مياه الأمطار جانبًا رئيسيًا من جوانب تقنيات التكيف مع تغير المناخ وأنشطة ال تخفيف من حدة الجفاف، ومثل ذلك من خلال زيادة تخزين المياه أو التحكم في مستويات منسوب المياه الجوفية باستخدام أساليب تغذية طبقات المياه الجوفية المدارة.