تصور المشاركة والاندماج كخطوتين على سلسلة متصلة يعتبر مفيدًا لأنه يمكّن من تحديد المستوى الحالي للتدخل وكيف يمكن إحراز تقدم نحو التمكين. في العديد من حالات الطوارئ، لا سيما خلال مرحلة الاستجابة الحادة، لا يزال عدم المشاركة والرمزية هي السائدة مع المجتمعات المتأثرة التي يتم التعامل معها كمتلقي سلبي للمعونة. كما يمكن القول بأن الضرورة الملحة لحالة الطوارئ الحادة تملي مستوى أقل مناسبًا من المشاركة.

المشاركة الهادفة ديناميكية ولا تتحقق إلا عندما يشارك الناس والمجتمعات في عملية صنع القرار. هناك مجموعة متنوعة من النماذج لإشراك المجتمع ومشاركته ويشير معظمها إلى مستويات مختلفة من المشاركة. مثال على ذلك هو الشكل ادناه الذي يصف خمسة مستويات مختلفة، غالبًا ما يشار إليها بمستويات المشاركة: الإعلام والتشاور والمشاركة والتعاون والتمكين.

في بداية حالة الطوارئ، الناس بحاجة إلى معلومات حيوية عن طريقة حماية أنفسهم ومكان الحصول على المساعدة (إبلاغ). ومع ذلك، هناك دائمًا وقت لسؤال الأشخاص عما يحتاجون إليه ومع مرور الوقت، يجب أن تتوسع هذه المشاورة وتتعمق للمساعدة في تشكيل أنشطة برنامج المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية (استشارة). حتى في بداية حالة الطوارئ، ستكون هناك فرص لإشراك الناس في اتخاذ القرارات حول تصميم المرافق وتقديم ملاحظات حول البرنامج (إشراك). عندما تبدأ المجتمعات في التنظيم، يمكنها اختيار الشراكة مع المستجيبين وأخذ زمام المبادرة واقتراح التحسينات (التعاون). في العادة يتم النظر إلى التمكين على أنه أعلى مستوى ويتضمن عمل المجتمعات بصورة جماعية للتحكم في الحياة واتخاذ القرارات. تشير بعض النماذج الأكثر حداثة إلى مستوى يتجاوز هذا الذي يصف الأشخاص الذين يدركون أهمية ودعم الآخرين - على الرغم من أنهم يتحكمون، فقد يختارون الاتصال بالدعم والمشورة الخارجيين.

ينطوي التمكين بالضرورة على تغييرات في ديناميكيات السلطة. قد يتنازل الأشخاص الذين يتمتعون بالسلطة عنها لصالح من لديهم قوة أقل - أو يعيدون القوة إلى الأفراد - في النهاية يخلقون مجتمعًا أكثر إنصافًا. ومع ذلك، لا يمكن فرض التمكين على الناس: فهم بحاجة إلى اعتناقه طواعية. قد يختار بعض الأشخاص عدم المشاركة وقد تكون هناك عدة أسباب لذلك وهذا يشمل انعدام الثقة أو الدافع أو الفرصة أو الخوف أو ضغوط الأسرة والعمل من بين أمور أخرى.